1. الإهانة: كيف تتعامل مع من يحاول تحطيمك أو إهانتك؟

في الحياة، لا بد أن نصادف أشخاصًا يحاولون التقليل من قيمتنا، أو انتقادنا بشكل جارح، أو حتى السخرية منا أمام الآخرين. قد يكون هذا الموقف في بيئة العمل، أو في المدرسة، أو حتى بين الأصدقاء أو أفراد العائلة. و هذا هي الإهانة.

المؤلم في الأمر أن هؤلاء الأشخاص لا يكتفون بعدم دعمك، بل يسعون إلى تحطيمك نفسيًا وإفقادك الثقة بنفسك. لكن، هل فكرت يومًا لماذا يفعلون ذلك؟

1. لماذا يحاول البعض جرك إلى مستواهم؟. الإهانة

عندما يراك شخص ما واثقًا، طموحًا، أو تحمل صفات إيجابية لا يمتلكها، فقد يشعر بالتهديد. ليس بالضرورة تهديدًا جسديًا، بل تهديدًا نفسيًا وفكريًا. يرى فيك شيئًا يفتقده هو: قوة الشخصية، الحكمة، الإبداع، أو حتى اللطف والرحمة.

بدل أن يحاول تطوير نفسه ليصل إلى مستواك، قد يختار الطريق الأسهل بالنسبة له: محاولة جرك للأسفل.

هنا يظهر ما يسميه علماء النفس بـ “الإسقاط”، أي أن الشخص ينسب إليك صفات سلبية هي في الحقيقة موجودة فيه هو، وليس فيك أنت.

2. الحيلة القديمة: زرع الشك في نفسك

من أكثر الأساليب التي يستخدمها هؤلاء الأشخاص هو إقناعك بأن هناك خطأ فيك.

قد يقولون لك:

“شخصيتك ضعيفة.”

“أنت لا تعرف ما تقول.”

“هذه الأفكار لا تصلح في مجتمعنا.”

ومع تكرار هذه الرسائل السلبية، قد تبدأ في الشك بنفسك إن لم تكن قويًا من الداخل.

لكن الحقيقة أن هذه الكلمات تعكس اضطرابهم الداخلي، لا حقيقتك. فهم يحاولون إسقاط مخاوفهم وعدم أمانهم عليك، حتى يخفّفوا من إحساسهم بالنقص.

3. استغلال اللطف وضعف المظهر الجسدي

كثيرًا ما يُستغل اللطف كعلامة ضعف، خاصة من قِبل الأشخاص الذين يظنون أن القوة تعني الصراخ، السيطرة، أو التهديد.

قد ينظر إليك شخص ضخم البنية ويعتقد أنك ضعيف فقط لأنك لا ترد عليه بالعنف أو بنفس نبرة الصوت.

لكن اللطف ليس ضعفًا، بل هو قرار واعٍ بالتحكم في ردود أفعالك. القوة الحقيقية ليست في اليد التي تضرب، بل في النفس التي تملك نفسها عند الغضب.

4. عندما يسخرون من معرفتك

من المواقف الشائعة أيضًا، أن تحاول تقديم فكرة جديدة أو معلومة مفيدة لشخص، فيرد عليك بالسخرية:

> “من أين أتيت بهذه الأفكار؟”

“هذا الكلام لا يصلح في بلدنا!”

هنا أنت أمام نوع من الأشخاص الذين لا يحبون الخروج من منطقة الراحة. أي فكرة جديدة بالنسبة لهم تهديد لعالمهم الضيق الذي اعتادوا عليه.

السخرية هنا ليست دليلًا على خطأ كلامك، بل على خوفهم من التغيير.

5. كيف تتعامل معهم عمليًا؟

أولًا: لا تأخذ الأمر على محمل شخصي

إذا فهمت أن هجومهم هو انعكاس لمشكلاتهم الداخلية، سيسهل عليك تجاهل كلماتهم. لا تدعهم يتحكمون في مشاعرك.

ثانيًا: ضع حدودًا واضحة

ليس كل من حولك يستحق الوصول إلى قلبك أو التأثير على حياتك. إذا كان شخص ما يكرر إهانتك أو التقليل منك، ضع حدًا للتعامل معه أو قلل من التواصل معه قدر الإمكان.

ثالثًا: طوّر ثقتك بنفسك

الثقة بالنفس هي أفضل درع ضد الانتقادات السلبية. اقرأ، تعلّم، مارس هواياتك، وحقق إنجازاتك. كلما زادت قيمتك في عيني نفسك، قل تأثير كلام الآخرين عليك.

رابعًا: اختر ردودك بحكمة

ليس عليك الرد على كل هجوم أو تعليق ساخر. أحيانًا يكون التجاهل أقوى رد. وفي أحيان أخرى، يمكنك الرد بهدوء وحزم، مثل:

“أحترم رأيك، لكن أرى الأمور بشكل مختلف.”

“هذا أسلوب غير لائق، ولن أقبل به.”

خامسًا: أحط نفسك بأشخاص إيجابيين

الأشخاص الذين يرفعونك ويدعمونك هم رأس مالك النفسي. ابحث عن الدائرة التي تمنحك الطاقة بدل أن تمتصها.

6. دروس من الحياة

الطفل الذي يتعرض للتنمر في المدرسة غالبًا يكون ذكيًا أو مميزًا بطريقة ما، وهذا ما يثير غيرة أو خوف الآخرين.

الموظف الذي يتعرض للحرب النفسية في العمل غالبًا يكون ناجحًا أو محبوبًا من الإدارة.

حتى الشخصيات التاريخية العظيمة مثل غاندي ومانديلا واجهوا سخرية ورفضًا في بداية مسيرتهم، لكنهم استمروا لأنهم آمنوا برسالتهم. هنا فيديوهات عن الوعي و كيفية التغلب عن الإهانة.

الخلاصة

لن تستطيع أن تمنع كل شخص من محاولة إحباطك، لكنك تستطيع أن تختار كيف تتفاعل. و الإبتعاد عن الإهانة.

لا تدع كلمات الآخرين تحدد قيمتك، فالقيمة الحقيقية تأتي من داخلك، من إيمانك بنفسك، ومن تمسكك بمبادئك.

تذكّر دائمًا:

 إذا حاول أحدهم أن يجرك إلى مستواه، لا تنزل إليه… بل اجعله يرفع رأسه

هنا مقالات أكثر عن التغبب عن الإهانة